العالم المسلم الذي كان لأبحاثه في علم الفلك والرياضيات أثر كبير في تقدم المعرفة
(244/858 - 317/929)
بطليموس العرب، حكيم عارف بتفاصيل أجزاء الحكمة، فلكي منجم مهندس، صاحب الزيج، أصل أسرته من الصابئة، فاشتهر بالصابي، مع أنّه كان مسلماً، ولد في بتّان قرية على حدود حرّان، وإليها ينسب، نشأ في الرقّة على ضفّة الفرات اليسرى في عائلة جُلّ أفرادها علماء، وهو أحد أحفاد العالم الكبير "ثابت بن قرة"، وبها قضى معظم حياته مع الكثير من الأسر الحرانية، وأنجز بها الكثير من أرصاده وإنجازاته العلميّة، وكان بها مرصد مشهور، وأقام فترة أخرى بمدينة أنطاكية بشمال سوريا، حيث أنشأ المرصد الذي عرف باسم "مرصد البتاني، ورد بغداد مع بني الزيات من أهل الرقة، اشتغل برصد الكواكب وصحح أرصادها، وهو أول من كشف السمت والنظير واكتشف تقدم المدار وانحرافه والجيب الهندسي، وحدّد في كثير من الدقّة ميل الدائرة الكسوفيّة، وطول السنة المداريّة والفصول، والمدار الحقيقي، والمتوسط للشمس، ودحض نظريّة بطليموس القائلة بثبات الأوج الشمسي، واستنتج أنّ معادلة الزمن تتغيّر تغيّراً بطيئاً على مرّ الأجيال، وهو أول من أدخل الجيب وجيب التمام بدلاً من الوتر في الحسابات الفلكية وحساب المثلثات، وهو من أوائل العلماء المسلمين الذين استخدموا الرموز في تسهيل العمليات الرياضية، وكان لأبحاثه في علم الفلك أثر كبير في تقدم هذا العلم عند العرب، وذاع صيته في أوروبا بعد ترجمة كتبه إلى اللاتينيّة، واستفاد الأوروبيون خلال العصور الوسطى، وأوّل عصر النهضة، وخاصّة كتاب (زيج الصابي) في ثلاثة أجزاء، وهو أهم تصانيفه، ويشتمل على مقدمة، وسبعة وخمسين فصلاً، ضمّنها البتاني الكثير من أرصاده الفلكية وأفكاره ونظرياته في علم الفلك، وله كتاب: (معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك) و(شرح المقالات الأربع لبطليموس) ورسالة (تحقيق أقدار الاتصالات) و(شرح المقالات الأربع لبطليموس)، و(تعديل الكواكب)، وله العديد من الكتب والرسائل في علم الجغرافيا، ولمكانة البتاني العلمية، أطلق علماء الفلك الغربيون اسمه على أحد سهول القمر (Albategnius) كما ذكره معجم ماكميلان لعلم الفلك ضمن قائمة مشاهير علم الفلك عبر التاريخ، مات في طريقه بقصر الجص قرب سامراء.
______________