(895/1490 - 986/1578)
أعظم مهندسي العمارة الإسلاميّة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
يعتبر المهندس سنان باشا من أعظم مهندسي العمارة الإسلاميّة في الدولة العثماميّة، بسبب براعته في تصميم المنشآت العمرانيّة التي صمّمها بفنيّة عالية، وأشرافه على بنائها.
من أصل مسيحي، قدم استانبول، وانضمّ إلى الجيش الانكشاري، أبدى شجاعة في الحملات العسكريّة وترقي إلى رتبة رئيس العمّال، ثمّ انضمّ إلى حاشية السلطان سليم الأوّل، وحسن إسلامه.
بدأت شهرته عندما ابتكر زوارق لعبور بحيرة وان في الحرب الفارسيّة، وزادت شهرته عندما أقام جسراً على نهر الدانوب لعبور القوات العثمانيّة وهي تتجه إلى الأفلاق.
ولمّا رأى السلطان سليمان القانوني الذي أسّس قواعد الدولة العثمانيّة ومهّد الملك لها، براعته في إقامة المنشآت العسكريّة وجّهه لتصميم المنشآت العمرانيّة في أنحاء السلطنة، فانتشرت أعماله الفنيّة من البوسنة إلى مكّة المكرّمة، وظهرت عبقريّته الهندسيّة في تشييد المساجد الجامعة، والقصور الرائعة، والقناطر المعلّقة، بالإضافة إلى المدارس، والأضرحة، والمستشفيات، والحمّمات العامّة، ومطاعم الفقراء و غيرها من الأبنية.
وكانت قمّة إبداعه في بناء القباب العالية، والمنائر الباسقة، والمنابر الفائقة الجمال، والمحاريب الأنيقة، واهتمامه بتوزيع الصوت والضوء، وحسن اختياره لمواد البناء.
واستطاع بعبقريّته التي رعاها آل عثمان، وخاصّة السلطان سليم الأوّل وابنه سليمان الثاني، ووظّفوها في تجميل بلادهم، تحويل جلاميد الصخر إلى لوحات ناطقة بالحسن والبهاء.
وتجلّت عبقريّته في تصميم 81 جامعا كبيراً، و50 مسجداً صغيراً، و55 مدرسة، وسبع مدارس لتحفيظ القرآن، و3 مستشفيات، و33 قصراً، و32 حماماً، وغيرها، وأشرف على تشييدها مثل جامع السليمانية الذي فاق بصفته الهندسية آيا صوفيا، وعمّر إلى جانبه المدارس العظيمة، وأكبرها دار الحديث السليمانيّة، والتكيّة السليمانيّة بدمشق وأضاف إليها مسجداً جامعاً ومدرسة، والجامع الأخضر في بورصة، والسليمانية في أورفة، ومن إبداعاته المنبر الرخامي المنحوت في جامع قرة أحمد باشا في طوب قابي باستانبول، وجر المياه من خمسة ينابيع إلى القسطنطينيّة.
وتدلّ آثاره الهندسية والجمالية الباقية على عبقريته وتفوّقه.
توفي باستانبول التي أحبّها وجمّلها بروائعه، ودفن خلف جامع سليمان.