المؤسّس الأوّل لطب العيون
( / - 400/1010)
من أعظم أطباء العيون في الإسلام، والمؤسّس الأوّل لطب العيون، أول كحال اقترح التنويم المغناطيسي في العمل الجراحي، واستخدام التخدير بالعقاقير، من أوائل الاطباء في العالم، الذين وصفوا التهاب الشريان الصدغي والقحفي، وقد لاحظ علي الكحال العلاقة بين الشرايين الملتهبة، واضطراب الرؤية من جهة ومرض الشقيقة أي الصداع النصفي، وارتفاع درجة الحرارة، والتهاب العضلة الصدغية من جهة أخرى، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر.
وعلي أجرى، ولأول مرة ،جراحة سل شرياني الصدع وكيهما كي تزيل أوجاع الصدع النصفي ،ونزلاتهماالمزمنة وكي ينقذ الرؤية من الاضطراب والبصر من التلف وقد وصف علي بن عيسى الكحال كيفية اجراء هذه الجراحة
ينسب إلى الموصل.
أقام في بغداد، درس على أبي الفرج بن الطيّب، وتتلمذ على حنين بن اسحاق، وقرأ عليه كتابه: العشر مقالات في العين، تناول تشريح العين وأمراضها وأدويتها وجراحاتها، واستفاد منه في تأليف كتابه (تذكرة الكحالين).
وعمل في البيمارسـتان العضدي كحّالاّ وأستاذاّ.
مارس الطب وتبحر في علوم العين وجراحتها،
ألف كتاب: (تذكرة الكحالين) سنة 400/1010 ضمنه رسومات كثيرة للعين، ويتكون من 122 فصلاً ذكر في آخرها الأدوية المفردة المفيدة في علاج امراض العيون وفق حروف الهجاء وقد أورد علي الكحال في كتابه هذا 143عقاراً لمعالجة 130 مرضاً من امراض العيون، ويتالف الكتاب من ثلاثة اقسام القسم الأول في تشريح العين، والقسم الثاني في أمراض العين الظاهرة أي الواقعة تحت الحس، القسم الثالث في امراض العين الباطنة التي لا تقع تحت الحس، وجمع فيه علم من سبقه في هذا الفن، وتجارب معاصريه في امراض العيون وعلاجها، ونقد مؤلفات اليونان في طب العيون، وبين اخطاءها وما وقع فيه اليونان من اشكالات.
وقد اكتسب هذا الكتاب شهرة واسعة في أوروبا وقد ترجم إلى اللاتينية والعبرية.
ولا بد لكل من يعاني صناعة الكحل أن يحفظه وقد اقتصر عليه الناس دون غيره من سائر الكتب التي قد ألفت في هذا الفن كما قال ابن أبي أصيبعة .
وقال جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء): "إن كتاب تذكرة الكحالين لعلي بن عيسى البغدادي الكحال كان من المصادر الهامة في طب العيون؛ لذا بقي أمدًا طويلاً جدًّا كتابًا معتمدًا في يد أطباء العيون، ويعتبر كتاب (تذكرة الكحالين) أحسن وأكمل كتاب أُلِّف في طب العيون حتى القرن الثالث عشر الهجري، والحقيقة الواضحة أنه وثيقة تاريخية بجميع ما قَدَّمه الأوائل في هذا الميدان، إضافة إلى إضافاته الكثيرة وأفكاره الجديدة والأصلية التي بلورها في هذا المصنف القيم".
ولعلي بن عيسى الكحال كتاب (الكافي) و(المنافع التي تستفاد من أعضاء الحيوان) و كتاب في مسائل العين وأجوبتها في علم صناعة الكحل.
وبقيت كتبه تُدرس في مدارس الغرب حتّى القرن الثامن عشر، واهتمّ علماء أوروبا بدراسة مؤلفاته وأثاره العلمية وفي مقدمتهم العالمان مايرهوف وهبرشبورغ.