اهتم العرب بتربية الخيول، واعتنوا بالفروسيّة عناية فائقة، وكانت هواية تربية الخيول في الماضي مدعاة للتباهي والفخر، وكان الفرسان هم القوّة الحاسمة في المعارك العسكريّة حتى عهد قريب .
وتمتاز الخيول العربيّة بجمالها الجذّاب، وقوّتها، وشدّة تحملها، فهي بنت الصحراء، وتشتهر بسرعتها، وحساسيتها، وحبّها للصحبة، ونقاء سلالاتها، فمنها الأصيل الباهظ الثمن، وأكثرها المهجّن
صفات الحصان الأصيل:
وللحصان العربي الأصيل صفات جسميّة يعرف بها ويشتهر عند مربي الخيول ومنها:
له قوائم قصيرة، وجمجمة متناسقة، ووجه عريض عند أعلى الجبهة، وأنف صغير، وكبر في العنق، وتباعد في الأذنين، واستطالة في عظم الحوض، واكتناز في لحم الفخذين، واستدارة في الحافر .
Imageويسير الأصيل بخطوات متمهّلة واثقة ومستقيمة، مع شموخ في الرأس والذنب، فإذا جرى في مضمار الخيل فإنّه يسبق الريح .
الحصان يعود إلى موطنه:
وبعد أن كانت الخيول العربيّة الأصيلة تملأ الدنيا شهرة، أخذت تتسرّب من موطنها الأصلي بسبب جشع بعض التجار، وإهمال المعنيين بهذه الثروة التي لا تقدّر بثمن، وكادت تتعرّض للانقراض
وتفقد صفاتها الوراثيّة المتميّزة، نتيجة اختلاط نسبها بخيول أجنبيّة ومستوردة .
واليوم تعود هواية اقتناء الحصان الأصيل من جديد قادمة من الغرب، فلا تكاد تخلو مدينة عربيّة من مضمار للخيل، ولا ناد للفروسيّة، ولا مدرسة لتعليمها .
وقلّما تخلو مزرعة كبيرة من اسطبلات حديثة، وأطباء بيطريين، وسوّاس للخيل .
نصائح لهواة تربية الحصان العربي:
الحصان العربي حيوان يحب الحياة الحرّة، ويكره الوحدة، وهو بطبعه حسّاس، وذكي، ويكره الضوضاء، ويتحسّن أداؤه بالتمرين، فليحرص المربي على مراعاة حالته .
وهو كأي كائن حي يحتاج إلى الطعام الكافي المتوازن (العلف الأخضر والمجفّف والشعير والجزر) وإلى الماء النظيف، ويجب العناية بنظافته وتمشيطه، والعناية بحافر الحصان خشية التهابه وذلك بتنظيف الإسطبل من الروث كل يوم، وإزالة الرطوبة، وإزالة الحجارة الصغيرة وحبيبات الرمل الكبيرة من الحافر، كما يجب عرض الحصان على الطبيب بشكل دوري كل شهر، وإعطائه التطعيمات الوقائيّة من الأمراض، وعلى المربين وحمايتها من الظروف الجويّة الصعبة، وذلك بإيواء الخيول في بيوت صحيّة معتدلة الحرارة جيّدة التهوية بعيدة عن الضجيج، وعدم تعريضها للبرد والثلج والمطر والرياح، أوالحرارة الشديدة، ويستحسن عدم ربطها داخل الإسطبل.