منتديات بدر الخير

أهلا ومرحبا بكم في منتديات بدر الخير

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات بدر الخير

أهلا ومرحبا بكم في منتديات بدر الخير

منتديات بدر الخير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات بدر الخير

أهلا وسهلاً بكم أعزائنا

أهلا ومرحبا بكم في منتديات بدر الخير
أخبار - سياسية - ثقافية - أقتصادية - رياضية    عربية وعالمية
أخبار رياضية يومية - عراقية - عربية  - عالمية - أنتقالات اللاعبين - أخبار المدربين
تاريخ أهل البيت - أدعية زيارات - كتب دينية - تاريخ الصحابة
https://bdrr.forumarabia.com/ رابط منتديات بدر الخير
تفسير القرآن الكريم  -  تفسير الجلالين  - تفسير أبن كثير - صوتيات ومرئيات أسلامية  -  تجدونه في أقسام القرآن الكريم وتفسيره  -  وأقسام الصوتيات والمرئيات الأسلامية
الأنسان والمجتمع  -  أقسام عامة  - مواضيع ثقافية  -  مواضيع صحية  -  تفسير الأحلام
نرحب بأعضاءنا الجدد الأخوة {  أحمد الربيعي  - علي أبو شيته  - يسار العراقي   -  أحمد اللامي  -   كرار الخيكاني   -  خادم العترة   -  خادم أل البيت  -  المختار  -  بنت الهدى  } ويسعدنا مشاركتكم معنا وأتمنى من الأخوة الدخول ألى علبة الدردشة للتواصل تحياتنا أدارة المنتدى
منتدى الديانات : أقسام خاصة بكل االديانات - المسيحية - البوذية - اليزيدية - الهندوسية - السيخية - وكافة الأديان لا تفوتكم فرصة الأطلاع
منتدى ثقافي ترفيهي : قصص وروايات - عالم الحيوان - غابات وصحاري من عالم الطبيعة وكل ما هو جميل تابع وأستمتع
قسم اللايت سي LIGHT C قسم خاص بمعلومات اللايت سي - أجمل روابط رسالة المالك  - روابط تحميل جديدة

    الأمام علي عليه السلام حياته في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم )

    مخلد الشيباني
    مخلد الشيباني
    Admin


    عدد المساهمات : 198
    تاريخ التسجيل : 12/07/2012
    العمر : 42
    الموقع : العراق - بغداد

    الأمام علي  عليه السلام حياته في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) Empty الأمام علي عليه السلام حياته في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم )

    مُساهمة  مخلد الشيباني الأربعاء يوليو 25, 2012 5:18 pm

    الهجــرة :
    وبعد ما نُقضت الصحيفة الملعونة ولم تفتَّ في عضد الدعوة ، واضطرت قريش أن تسمح لبني هاشم بالدخول في رباع مكة ، والإختلاط مع الناس ، أصاب المرض عمَّه وكفيله أبا طالب ، كما أصاب زوجته الوفية خديجة عليهما السلام ، لما كانا قد لاقياه في الشعب من العنت ، فماتا في السنة التالية التي سميت بعام الحزن ، وفقد النبي (ص) أكبر معين وأشد ركن يعتمد عليه في الملمَّات .
    وعزم النبي (ص) على الهجرة إلى المدينة المنورة ، وعزم الكفار أن يقتلوه غيلة قبل أن يهاجر إليها ، وانتخبوا من بينهم ثلاثين مقاتلاً مغامراً ، يهجمون على دار النبي (ص) ليلاً فيقتلونه ، وينتمي كل منهم إلى بطن من قريش فيضيع دمه بين قريش جميعاً . وجاء نبأ ذلك إلى النبي (ص) فرسم خطة مسيره إلى المدينة ، وذلك بان يتجه تحت جنح الظلام إلى غار ثور ، ثم يتخذ طريقاً منحرفاً عن الجادة إلى المدينة ، بيد أن الخطة كان يعوزها شيء واحد ، وهو أن هؤلاء الفتية من قريش إذا عرفوا خروج الرسول أول الليل ، فإنهم سوف ينتشرون حول مكة بحثاً عنه ، ولا محالة سوف يجدونه ، وإن وجدوه قتلوه ، فقرر الرسول (ص) أن يموِّه عليهم بأن ينام مكانه شخص ، ليخيَّل إليهم أنه النبي ، وسوف لايكتشفون الحقيقة إلاّ بعد أن يكون النبي مبتعداً عن مكة أميالاً أو يستقر في غار ثور فعلاً .
    ولكن من هو ذلك الذي يُقدم على الموت على الفراش ؟. وليس في ساحة الحرب ، حيث الثورة والهياج وحيث يُقاتِل فَيَقتل ويُقتل ، بل الموت على الفراش لايدافع عن نفسه ، ولا تثور أعصابه ، ولا يقوم بحركة !
    إن لهذه المهمة رجلاً واحداً فقط ، هو ابن أبي طالب !! إنه لا يتهيَّب أبداً وَقَع الموت عليه ، أو وقع هو على الموت .
    وجاء إليه النبيُّ (ص) يعرض عليه أمر الهجرة ، ويأمره بالمهمة ، فإذا بعليٍّ (ع) وكأنه قد بُشر بملك الدنيا ، يرحب بها بعد أن يطمئن إلى سلامة الرسول (ص) . وينجو الرسول من أيدي المتآمرين ، ويتقلب الإمام على فراشه ، وتلمع حول البيت سيوف تنتظر الفجر لتهجم على المستلقي على الفراش فتقطعه إرباً إرباً ، وعندما اقترب الصبح ، رمَوا حجراً إليه ، فلم يتحرك ، ثم رمَوا الثاني . وعندما رمَوا الثالث قام من مكانه ، فقال قائلهم من هذا ؟. إنه ابن أبي طالب ، يا عليّ ، اين محمد ؟ فأجال عليٌّ طرفــــه بينهم وقال : وهل أودعتموني محمــــداً ؟.. فأراد بعضهـــم أن يفتك به ، ولكن منعه الآخرون ، وأنجــــاه
    اللـه من شرّهم .
    وكان على الإمام (ع) مهمة كبيرة أخرى ، تلك مسؤولية حمل أهل بيت النبي (ص) وضعفاء المسلمين المتخلفين في مكة إلى المدينة . وكانت مهمة شاقة حيث إن أهل مكة حينما عرفوا بغياب النبي تمـيَّزوا غيضاً ، لما علموا بأن تخلص النبي عن أيديهم سوف يكلِّفهم كثيراً . فعزموا على أن يمنعوا بقية أصحابه عن الالتحاق به بكل وسيلة ، وراحوا يراقبونهم ، مراقبة شديدة ، ألاّ يفلتوا من أيديهم ، وعلى رأس هؤلاء أهل النبي (ص) وعياله .
    وبعد مدة جمع علي (ع) أمره ، وخرج - خفية - بالفواطم : فاطمة بنت ( رسول اللـه ) ، وفاطمة بنت أسد ( والدة الإمام ) وفاطمة بنت الزبير ( عمته ) وبعض الضعفاء من المسلمين يريدون المدينة ، وكانوا قد ابتعدوا عن مكة أميالاً ، عندما علم أهل مكة بالأمر ، فجهزوا سرية سريعة إلى الركب لإعادته قسراً إلى مكة ، وكانت السرية بقيادة جناح ، مولى حارث بن أمية .
    فجاءت حتى إذا بلغت الركب ، التفت إليهم علي (ع) فحمل عليه جناح بسيفه فأسرع علي (ع) وأخذ السيف من يده ، وضربه ضربة فأرداه قتيلاً ، واستسلم سائر الافراد لما رأوا من شجاعة علي (ع) وقوة بأسه ، فتركهم الإمام ، وحث راحلته إلى المدينة .
    غزوة بدر :
    وحشدت قريش قواها ، لتحارب النبي (ص) الذي أخذ يكوِّن في مهجره مجتمعاً إسلاميّا يهدد الظالمين ، فإذا بها ترسل إلى المدينة الف مسلح شجاع ، وجنَّد النبي (ص) لها ما كان يملك من قوة عسكرية فالتقى الجمعان في منطقة ( بدر ) .
    وفي يوم السابع عشر من شهر رمضان في السنة الأولى من الهجرة ، ابتدأ الفريقان بالمبارزة . وكان من بينهم ثلاثة من الشجعان يدعون شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن ربيعة ، فبرزوا للحرب وطالبوا بأقرانهم من قريش، فأَنهضَ رسول اللـه عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب . وعليّاَ (ع) فراح الإمام حتى قتل الوليد وشيبة ، وشارك في قتل الآخر .. وبذلك فقدت قريش أشجع أبطالها ، وبعد مبارزة أخرى قتل فيها علي (ع) حنظلة بن ابي سفيان ، والعاص بن سعيد بن العاص ورجالاً آخرين من شجعان مكة ، فانهزموا وانتصر المسلمون بإذن اللـه تعالى .
    غزوة أُحد :
    ورجع جيش مكة منهزماً وقد قتل شجعانه وأبطاله . فأخذت سلطة الأشراف تستعد لشن حملة أخرى ، تغسل بها ما أصابها في بدر من عارٍ وذلٍّ ، وتبيد بها دعوة النبي (ص) ورسالته .
    ويصف علي (ع) هذه الغزوة ، فيقول : وأقبل إلينا أهل مكة على بكرة أبيهم - قد استحاسوا ( أي حرضوا وجمعوا ) من يليهم من قبائل قريش ، طالبين بثأر مشركي قريش في يوم بدر ، فهبط جبرائيل على النبي (ص) فأنبأه بذلك ، فذهب النبي (ص) وعسكر بأصحابه في سد أُحد ، وأقبل المشركون إلينا فحملوا علينا حملة رجل واحد ، واستشهد من المسلمين من استشهد ، وكان ممن بقي ما كان من الهزيمة وبقيتُ مع رسول اللـه (ص) . ومضى المهاجرون والأنصار إلى منازلهم من المدينة كلٌّ يقول قُتل النبي (ص) وقُتل أصحابه - ثم ضرب اللـه عزّ وجلّ وجوه المشركين ، وقد جرحت بين يدي رسول اللـه (ص) نيفاً وسبعين جرحةً ، منها هذه وهذه ، ثم القى عليٌّ (ع) رداءه وأمرَّ بيده على جراحاته .
    غزوة الأحزاب :
    ثم كانت الأحزاب ، حيث تجمعت قريش والأعراب لمحاربة الإسلام من جديد ويصف ذلك الإمام ويقول : وعقدت بينها عقداً وميثاقاً ، لايرجع من وجهها حتى تقتل رسول اللـه ، وتقتلنا معه - معاشر بني عبد المطلب - ثم أقبلت بحدِّها وحديدها ، حتى أناخت علينا بالمدينة ، واثقة بأنفسها ، حينما توجهت له فهبط جبرائيل على النبي (ص) ، فأنبأه بذلك فخندَّق على نفسه ومن معه من المهاجرين والأنصار ، فقدمت قريش فأقامت علىالخندق محاصرةً لنا ، ترى في أنفسها القوة وفينا الضعف ، تُرعد وتُبرق ، ورسول اللـه (ص) يدعوها إلى اللـه عزَّ وجلَّ ، ويناشدها بالقرابة والرحم ، فتأبى ولا يزيدها ذلك إلاّ عتوّاً . وفارسها وفارس العرب يومئذ عمرو بن عبد ود يهدر كالبعير المغتلم ، يدعو إلى البراز ويرتجز ، ويخطر برمحـــه مرة وبسيفه مرة ، ولا يقدم عليه مُقدم ، ولا يطمع فيه طامع ، ولا حمية تُهيجه ، ولا بصيرة تُشجعه ، فأنهضني إليه رسول اللـه (ص) وعمَّمني بيده ، وأعطاني سيفه هذا ( وضرب بيده إلى ذي الفقار ) فخرجت إليه ، ونساء أهل المدينة بواكٍ إشفاقاً عليَّ من ابن عبد ود ، فقتله اللـه عزَّ وجلَّ بيدي ، والعرب لاتعد لها فارساً غيره ، وضربني هذه الضربة - وأومأ بيده إلى هامته - فهزم اللـه قريشاً والعرب بذلك ، وبما كان مني من النكاية .
    بل كانت تلك هي الضربة التي عدلها النبي (ص) بعبادة الثقلين ، فرجحت وقال :
    " ضربة عليٍّ يوم الخندق تَعْدِلُ عبادة الثقلين " 48
    ومضى أصحاب الرسول (ص) يمجِّدون تلك الضربة التي أنقذت المسلمين من اخطر هجوم عسكري قام به كلُّ مستكبري قريش والقبائل المشركة ، بالتعاون مع اليهود والمنافقين .
    يروي الشيخ المفيد في إرشاده ، عن قيس بن الربيع عن أبي هارون السعدي ، أنه قال : أتيت حذيفة اليمان فقلت له : يا أبا عبد اللـه ، إنا نتحدث عن عليٍّ ومناقبه ، فيقول لنا أهل البصرة : إنكم تُفرطون في علي ، فهل أنت محدثي بحديث فيه ؟
    فقال حذيفة يا أبا هارون !. وما تسألني عن علي ؟ فوالذي نفسي بيده لو وُضعت جميع أعمال أصحاب محمد في كفة الميزان ، منذ بعث محمد (ص) إلى يوم القيامة ، وَ وُضع عمل علي في الكفة الأخرى ، لَرجــح عمل علي على جميع أعمالهم . فقال : هذا الذي لايقام له ولا يُقعد ولا يُحمل ، فقال حذيفة : يا لكع !. وكيف لا يُحمل ، وأين كان فلان وفلان ، وجميع أصحاب محمد (ص) يوم عمرو بن عبد ود العامري ، وقد دعا إلى البراز ، فأحجم الناس كلهم ما خلا عليّاً فإنه برز إليه وقتله اللـه على يده ؟ والذي نفسي بيده ، لَعَمَلُه ذاك أعظم أجراً من أعمال أصحاب محمد إلى يوم القيامة 49 .
    وبعد وقعة الخندق ، سار النبي إلى مكة ، وكان يحب أن يدخل مكة معتمراً ، ومعه عدد كبير من المسلمين .
    فأعطى اللواء لعلي عليه السلام ، فلما وصل مشارف مكة منعته قريش منها ، واجتمع أصحاب الرسول تحت شجرة هناك وبايعوه على الموت بما سمي بعدئذ ببيعة الرضوان ، وقال بعض المفسرين : نزلت الآية الكريمة فيها :
    { لَقَدْ رَضِيَ اللـه عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَاَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } ( الفتح / 18 )
    فلما رأت قريش مدى استعداد المسلمين للقتال طلبوا الصلح ، والهدنة ، وكان من بين بنود الصلح التي أصرت قريش عليه ورفضه النبي صلى اللـه عليه وآله أنهم قالوا :
    يا محمد !. خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقَّائنا ، وليس لهم فقه في الدين ، وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فردُّوهم إلينا .
    فقال : " إذا لم يكن لهم فقه في الدين - كما يزعمون - سنفقِّههم فيه " .
    ثم أضاف : " يا معشر قريش لَتنتهنَّ أو لَيبعثنَّ اللـه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف قد امتحن اللـه قلبه بالإيمان " .
    فقالوا : من هو ذلك الرجل يا رسول اللـه ؟
    فقال : " هو خاصف النعل " .
    وكان قد أعطى نعله لعليٍّ يخصفها له 50 .
    هكذا نعرف مدى خشية قريش ، وسائر المشركين من بأس الإمام (ع) ، وأنه كان سيف اللـه الذي لاينبو ، وسهم الإسلام الذي لا يُخطئ ، يبعثه النبي (ص) متى أحس بالخطر على الدِّين ، ويُنذر به الأعداء متى ما تمادوا في الغي .
    كيف اقتحم الإمام (ع) حصون خيبر ؟
    كـــان اليهـــــود يشكِّلون خطــــــراً كبيــراً في الجزيــــرة العربيـــة ، وكانوا يتحصنون بمــواقع جيدة ، ربمـــا تشبـــه مستعمراتهم اليوم في أرض فلسطين . وكانوا قد نقضوا عهدهم مع الرسول ، وشاركوا في حرب المشركين في الأحزاب ضد المسلمين ، فلما استراح المسلمون من شر قريش ، بسبب صلح الحديبية السابق ، انعطف النبي (ص) بأصحابه على أعظم قلاعهم في خيبر وحاصرها . وكان النبي (ص) يبعث كل يوم قائداً من المسلمين لاقتحامها فيعود خائباً . ويروي ابن إسحاق أن النبي (ص) بعث أبا بكر ثم عمر ، فما فتح اللـه على أيديهما شيئاً . وبعث غيرهما فعادوا جميعاً خائبين ، فقال كلمته المعروفة :
    " واللـه لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب اللـه ورسوله ويحبه اللـه ورسوله " .
    فتمنى كلٌّ أن يكون هو !. لعلمهم بأن عليّاً أرمد العينين ، ولكنه حين أصبح نادى أين علي ؟ فلما جيء به معصَّب العين من شدة الألم ، مسح عليها فأزال اللـه مرضها واندفع الإمام يحمل راية النصر ، واشتبك مع طلائع اليهود ، وقتل بطلهم المعروف ( مرحباً ) بضربة صاعقة قدَّت مغفرته ، ووصلت إلى أضراسه ، فولّى اليهود منهزمين إلى حصونهم التي اقتحمها الإمام (ع) وقلع باب خيبر العظيم وتترَّس به ، وكانت تلك من آيات النصر الإلهي التي تجلت على يد أمير المؤمنين علي (ع) .
    وبعد عودة المسلمين إلى المدينة ، ونقض قريش لمعاهداتهم في صلح الحديبية الذي كتب الإمام بُنودَه ، استعدَّ الرسول (ص) لفتح مكة . وكان يريدها مفاجأة ، إلاّ أن بعض ضعفاء النفوس تجسس لقريش مجاناً ، فكتب رسالة إليهم ينبأهم بخبر التعبئة ، وسلَّمها لزوجته وسارت بها إلى مكة ، وأنبأ جبرائيل النبي (ص) بذلك فسيّر إليها عليّاً والزبير .
    فلما أوقفاها ، أنكرت وعاد الزبير أدراجه ، إلاّ أن الإمام امتشط سيفه ، وأنكر على الزبير رقته لها ، وقال : إن رسول اللـه يخبرنا بأنها تحمل كتاباً إلى أهل مكة ، وتقول أنت بأنها لاتحمل شيئا ؟. ثم قال للمرأة : واللـه إن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك . فأخرجت له الكتاب من عقيصتها .
    وهكــذا حافظ الإمام - بأمر من الرسول - على سرِّية الحركة ، وسار الجيش البالغ اثنا عشر ألف مقاتل ، وأعطى الرسول الراية لعلي (ع) الذي دخل مكة وهو يقول : اليوم يوم المرحمة ، إيذاناً بالعفو العام الذي أصدره النبي (ص) بعدئذ ، وقال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء .
    وحطــــم الأصنام التي على الكعبة ، حيث حمل النبي (ص) الإمام وأمره بأن يحطم أصنام قريش ، ففعـل (ع) .
    ويوم حنين :
    لقد تم فتح مكة بيسر لم يحلم به المسلمون ، ودب إلى قلوبهم الغرور ، ولكنهم لم يهنأوا به طويلاً إذ استقبلهم خطر عظيم فها هي هوازن وثقيف وحلفاؤهم المشركون ، يُعَبِّأون كل طاقاتهم للهجوم على المسلمين ، فيجهزون جيشاً يبلغ ثلاثة أضعاف جيش الإسلام . وحين بادرهم الرسول (ص) بالخروج إليهم استفادوا من خبرتهم بأرضهم ، فكمنوا له في مضيق جبلي لابدّ من مرور جيش الإسلام به في وادي حنين ، وهي من أودية منطقة تهامة ، ويصف المعركة بعض مشاهديها قائلا :
    فمـــا راعنــا - ونحن نسير إلى القوم لنأخذهم على غرة قبل أن يأخذوا حذرهم - ، إلاّ وكتائب هوازن ومن
    معهم من العرب قد شدُّوا على المسلمين شدَّة رجل واحد من كل جانب ، فأمعنو فينا ضرباً وطعناً ، واختلط الناس بعضهم ، فاستولى الخوف على المسلمين ودب فيهم الذعر ، فانهزموا عن النبيِّ (ص) لا يلوون على شيء ، وثبت رسول اللـه (ص) في مكانه ، ومعه علي والعباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث ، واسامة بن زيد 51 .
    وثبت الرسول وحوله الفتية من بني هاشم يتقدمهم علي بن أبي طالب (ع) الذي أخذ يكشف الكرب عن وجه رسول اللـه ، ويضرب بالسيف يمنـةً ويسرةً ، فلم يقترب إلى الرسول أحد إلاّ وضربه بسيفه . ونادى العباس عم النبي برفيع صوته وبأمر الرسول : يا أهل بيعة الشجرة ، يا أهل بيعة الرضوان ، إلى اين تفرُّون عن اللـه ورسوله ، فعادت طائفة منهم بلغت زهاء مائة فبرز " جرول " حامل راية هوازن فتحاماه الناس لصولاته الشديدة ، فبرز إليه علي (ع) وقتله فدب الذعر في نفوس القوم ، وقتل الإمام منهم أربعين بطلاً وعاد المسلمون إلى المعركة ، والْتَحم الجيشان ، وأخذ النبي (ص) حفنة من التراب وأعطاها للإمام فألقاها في وجه المشركين وهو يقول : شاهت الوجوه ، وخلال ساعات دارت المعركة على الكفار وتركوا أرض المعركة ، وفيها نساؤهم وأطفالهم وأموالهم ، وحمل الإمام علي (ع) وسام النصر كعادته في كل الحروب .
    وحين استخلفه الرسول على المدينة :
    وعاد الرسول إلى المدينة ، فانتهى إليه ، في العام التاسع من الهجرة ، خبر مفاده أن الروم يُعِدُّون جيشاً لغزو البلاد الإسلامية . فعبأ قواته لمواجهتهم ، وكان ذلك أول مواجهة - لو تمت - بين المسلمين والكفار خارج الجزيرة ، وبالذات مع الأمبراطورية الرومانية العظيمة ، وكان من الحكمة أن يرتب الرسول أمور بلاد العرب بصورة تامة حتى إذا لم تقدّر له العودة ، تكون البلاد الإسلامية بأيد أمينة ، تأمن شر الإعتداءات الخارجية والمؤامرات الداخلية التي كانت قد أضحت في تلك الفترة متنامية بسبب دخول مجاميع من الناس في الإسلام ليحفظوا دماءهم ويحصلوا على مغانم ومكاسب .
    وهكذا استخلف النبي عليّاً مكانه ، إلاّ أن المنافقين الذين كانوا ينتظرون فرصة كهذه ، ليقفزوا إلى السلطة أو ليعيثوا فساداً في أرض الجزيرة ، راحوا يبثون شائعات بأن النبيَّ (ص) إنما استخلف عليّاً لأنه لم يحب أن يكون معه ، فحمل الإمام سيفه وسلاحه ولحق بالرسول في منطقة " الجرف " فأخبره بمقالة المنافقين ، فقال له النبي (ص) :
    " إنما خلفتك لما ورائي ، إن المدينة لاتصلح إلاّ بي أو بك . فأنت خليفتي في أهل بيتي ، ودار هجرتي وقومي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيَّ بعدي " .
    ولعــــل وراء استخلاف النبي (ص) للإمام (ع) وتسليمه شؤون البلاد الإسلامية أثناء غيابه عنها ، حكمــــة
    بالغة ، إذ أن عليّاً وصيَّه الذي اختاره اللـه له وأعلن ذلك للناس منذ " يوم الدار " حين أنذر عشيرته الأقربين ، فلابد إذن من تمهيد الظروف لذلك . ويوحي بهذه الحكمة ما نجده في مسند أحمد من قوله (ص) بعدئذ حسب هذا المصدر .
    " لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي " 52 .
    ويا ليت شعري ، كيف لايترك الرسول المدينة إلاّ وعلي خليفته ، ثم يترك الدنيا دون أن يستخلف عليّاً (ع) ؟.
    الغارة التي خلدها الكتاب :
    أذعنت الجزيرة العربية لحكم اللـه ، بعد فتح مكة ومعركة حنين ، إلاّ أن الأعراب الذين كان دأبهم الغزو ، تجمَّعوا في منطقة قريبة من المدينة وأرادوا الإغارة عليها على حين غفلة من أهلها . فلما انتهى خبرهم إلى الرسول ، ندب لهم أبا بكر ثم عمراً ثم عمرو بن العاص ، ولكنهم كانوا يؤثرون الإنسحاب بسبب تحصن الأعراب بواد هناك يسمى وادي الرمل ، كان صعب المسالك كثير الأحجار ، وكان موقع المدافعين الحصين سبباً لكثرة إصابات المسلمين .
    وكعادة الرسول في الإستعانة بعلي (ع) عند الشدائد ، أرسله وضم إليه القيادات السابقة ، فمضى إليهم الإمام يكمن بالنهار ويسير بالليل ، فلما اقترب منهم وحاصر مواقعهم في الليل ، انقض عليهم أول الفجر ، وأمعن فيهم قتلاً وأسراً حتى استسلموا .
    وذات صباح صلَّى الرسول بالمسلمين صلاة الغداة وقرأ عليهم فيها سورة لم يسمعوها من قبل :
    { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } (العاديات/1-5)
    فلما سألوه عنها قال :
    " إن عليّاً ظفر بأعداء اللـه ، وبشرني جبرائيل في هذه الليلة " 53 .
    وحين عاد الإمام (ع) استقبله النبيّ (ص) والمسلمون معه ، فترجَّل الإمام عن فرسه احتراماً للرسول فقال له النبي اركب فإن اللـه ورسوله عنك راضيان . وأضاف :
    " لولا أني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت فيك مقالة لا تمر على ملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدمَيك " .54
    وهكذا كان الإمام (ع) سيف الإسلام الذي لا ينبو ، يوجهه الرســــول (ص) حيث يُحدق الخطر بالرسالــة ، وقد بعثه مرتين إلى اليمن - حسب الأخبار - حيث أسلمت على يَديه قبائلها ، وبالذات قبائل همدان .
    بيعة غدير خم :
    وفي السنة العاشرة بعد الهجرة - حين عزم النبي (ص) على المسير إلى مكة وأداء الحج الأخير الذي سمي " بحجة الوداع " - كان الإمام (ع) في اليمن أو نجران . فكتب إليه الرسول (ص) بأن يوافيه مكة حاجّاً ، وقد أُوحي إلى النبي (ص) أنه راحل عن أمته .
    فلما قفلوا عن مكة راجعين ، أوقف الرسول الركب بمنطقة تسمى " بغدير خم " حيث نزلت عليه الآية الكريمة :
    { يَآ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ اُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللـه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } (المائدة/67) .
    فقام في الناس خطيباً وقال في مستهل حديثه : " أيها الناس يوشك أن أُدعى فَأُجيب " .
    وأضاف : " إني تارك فيكم الثقلَين : كتاب اللـه ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يَرِدا علَيَّ الحوض " .
    ثم قال بعد أن أخذ بيد علي ورفعها :
    " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟
    قالوا : بلى يا رسول اللـه ، فقال :
    " من كنت مولاه فعليٌّ مولاه . اللـهم والِ من والاه وعادِ من عاداه " .
    ثم أفرد النبي لعلي خيمة وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل ذلك كلهم حتى من كان معه من أزواجه ونساء المسلمين .
    فأنزل اللـه تعالى على رسوله ما يعتبر إعلاناً عن خاتمة الوحي :
    { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } (المائدة/3) .
    وانتشرت في الآفاق أنباء استخلاف النبي لوصيه الإمام علي !. ولكن النبي (ص) الذي كان أخبر قائدٍ بالناس من حوله ، كان يعلم أن الكثير من التمهيد يحتاج إليه المسلمون ، خصوصاً وقد تكاثر عدد الوصوليين بينهم بعد فتح مكة ، وإن الكثيرين منهم يطالبون عليّاً بأوتار الجاهلية ، فلا يقبلون بولاية الإمام (ع) بسهولة .
    كما أحيط علماً بالمؤامرات التي كانت تجري في البلاد للسيطرة على الحكم من بعده ، وكانت "قريش" التي دخلت - الآن - في الإسلام تتخذ منه أداة جديدة لسلطتهم على الجزيرة العربية ، كانت مركز هذه المؤامرة . ومن هنا لم يدع الرسول (ص) مناسبة إلاّ وأعلن فيها عن أن وصيه الذي اختاره اللـه للولاية من بعده إنما هو الإمام علي (ع) ، لتبقى الأقلية المؤمنة وفية بعدها مع اللـه والرسول ، وملتفّة حول قيادة الإمام (ع) وتحافظ على الخط السليم للامة ، وتكون ميزاناً للحق والباطل ، ومقياساً سليماً لمتغيرات الحوادث .
    من هنا نجد النبي (ص) يسعى حتى آخر لحظة من حياته في هذا السبيل ، فقد جاء في رواية البخاري - من كتاب المرض والطب - أنه اجتمع عند رسول اللـه رجال فيهم : عمر بن الخطاب ، فقال لهم النبي (ص) هلموا أكتب لكم كتاباً لاتضلوا بعده أبداً . فقال عمر بن الخطاب : " إن النبي غلبه الوجع ، وعندنا القرآن ، حسبنا كتاب اللـه " فاختلف الحاضرون واختصموا فأمرهم النبي بالإنصراف 55 .
    وفي بعض روايات البخاري قال بعضهم ما شأنه أهجَرَ ؟! استفهموه فذهبوا يرددون عليه فقال : دعونـــي ، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصاهم بثلاث : إخراج المشركين من جزيرة العرب ، وأن يجيزوا الوفود بمثل ما كان يجيزهم ، وسكت الراوي عن الثالثة أو قال : إني نسيتها 56 .
    وواضح أن المسلمين لم يكونوا لينسوا وصية نبيِّهم الأخيرة ، إلاّ أنها كانت متعلقة بالوضع السياسي بعد النبي مما يستدعي تناسيه رغَباً أو رَهَباً .
    والواقع أن الخليفة الثاني بَرَّر ذات مرة اتِّهامه للنبي ( بأنه قد غلبه الوجع ) بأنه لم يكن يرى مصلحة في استخلاف النبي للإمام علي .. فقد جاء في شرح ابن أبي الحديد : روى أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد مسنداً عن ابن عباس قال : دخلت على عمر في أول خلافته وقد أُلقي له صاع من تمر على خصفة ، فدعاني إلى الأكل فأكلت تمرة واحدة ، وأقبل يأكل حتى أتى عليه ، ثم شرب من جرٍّ كان عنده واستلقى على مرفقة له وطفق يحمد اللـه يكرر ذلك ، ثم قال : من أين جئت يا عبد اللـه ؟ قلت : من المسجد . قال : كيف خلفت ابن عمك - فظننته يعني عبد اللـه بن جعفر - قلت : خلفته يلعب مع أتراب له . قال : لم أعْن ذلك ، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قلت : خلفته يمتح بالْقُرَب على نخيلات من فلان وهو يقرأ القرآن . قال : يا عبد اللـه عَلَيَّ دماء البدن إنْ كتمتنيها ، هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟. قلت : نعم . قال : أيزعم أن رسول اللـه نص عليه ؟. قلت : نعم ، وأزيدك أني سألت أبي عمَّا يدَّعيه فقال : صدق . فقال عمر : لقد كان من رسول اللـه في أمره ذروٌ من قولٍ لا يُثبت به حجة ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يرجع في أمره وقتاً ما ، ولقد اراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعتُ من ذلك إشفاقاً وحيطة على الإسلام . لا ورب هذه البنيَّة لاتجتمع عليه قريش أبداً ، ولو وَلِيهَا لانتقضتْ عليه العرب من أقطارها . فعلم رسول اللـه أني علمت ما في نفسه فأمسك وأبى اللـه إلاّ إمضاء ما حتم 57 .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 6:51 pm