وأنا أقرأ حياة الإمام السجاد (ع) ، حاولت أن أرسم في ذهني صورة متكاملة عن شخصيته وما كدت أنتهي من ذلك حتى تذكرت آيات الذِّكر التي ترسم صورة عباد اللـه الصالحين .
عندما نتدبر في تلك الآيات ، يوسوس الشيطان في أنفسنا . هل إنها تحدِّثنا عن بشر أمثالنا أم عن ملائكة خُلقوا من نور قدرة اللـه ؟. أم أنها روائع أدبية ؟. حاشا لله تعالى أن تكون في كلمات اللـه ذرة من المبالغة . أوليست المبالغة كذباً ؟. والكذب من الباطل الذي لا يأتي كتاب اللـه الكريم . ونحن نعرف الحقيقة تماماً حينما نتلو قصص الأنبياء والأئمة وندرك أن تمثيل تلك الصورة المشرقة التي تعكسها الآيات عن حياة عباد اللـه الأبرار أنه حقيقة واقعة ، ونَفهم أننا مدعوُّون لاتِّباعهم فيها ..
وبهذا بالذات تكمن حكمة الولاية حيث أمرنا اللـه أن نبتغي الوسيلة إليه سبحانه عبر ولاية أوليائه . وأن نطلب منه الهدى كما هدى الذين أنعم عليهم ، وأن نركع مع الراكعين . ونكون مع الصادقين ، ونرجو الإلتحاق بركب الصالحين .
إن ولاية أولياء اللـه تجعلنا نتلمس سيرة حياتهم النيِّرة ، وحين نتعرف عن كثب عليهم نتحصن ضد وساوس الشيطان الذي يوحي إلى أوليائه أن تمثيل صفات القرآن هذه مستحيل ، أو أنها إنما ذُكرت تشجيعاً ، أو هي روائع أدبية بليغة .
إن هذا الوسواس أعظم مكائد الشيطان في إغواء البشر عن معارج الكمال الإلهي .. ولا يقضي عليه شيء مثل دراسة حياة الأنبياء والأئمة والصدِّيقين باعتبارهم بشراً أمثالنا أنعم اللـه تعالى عليهم ورفعهم إليه مقاماً محموداً .
ومنذ ثلاث وعشرين عاماً أنعم اللـه عليّ بالتأليف عن حياة الأئمة الهداة ، عبر مناسبات نادرة . لذلك لم أُوفق لإكمال سلسلة قدوة وأسوة .. حول النبي وأهل بيته الكرام صلوات اللـه عليهم أجمعين .
واليوم حيث وفقني اللـه سبحانه لكتابة تدبُّراتي في القرآن ، والتي سميتها ( من هدى القرآن ) أعود إلى هذه السلسلة عسى اللـه تعالى أن يوفقني هذه المرة لإتمامها . ولكن كنت أتساءل : ماذا أسمِّي هذه السلسلة التي بقي منها أربعة أجزاء من أصل أربعة عشــــر جــــــزءاً . وأخيراً وقعت على اسم مناسب وهــــو : ( النبي وأهل بيته قدوة واسوة ) . وحيث إن القرآن هدى للمتقين ، وحياة الأئمة تمثيل للقرآن فقد جاء الاسم مناسباً لذلك ، كما أنه تناغم مع اسم كتابي ( من هدى القرآن ) ولكن ازدادت حيرتي عندما وقفت على شاطئ بحر زخار ماذا اغترف منه وأقدمه للأخوة القرَّاء ، وقد كتبت من المذكرات حول حياة الإمام (ع) ما تكفي لكتابة مجلد كبير . بيد أني حكمت على نفسي بالكتابة المختصرة ، وهنا يكمن سبب حيرتي ماذا أختار من حياته التي لا يتسع قلم مثلي لاستيعابها .
وهكذا أستميحكم عذراً لو وجدتم قصوراً أو تقصيراً واسعَين في الحديث عن حياته الكريمة ، واعتبروا هذه الدفاتر مدخلاً إلى الكتب المفصلة عن حياته .
وأسأل اللـه تعالى أن يوفقني لذلك ، وأن يحفظ عملي من شوائب الرياء والسمعة والأشر والبطر ، ويتقبله ويحصنه من الإحباط بالعُجب والذنب ، إنه ولي التوفيق .
عندما نتدبر في تلك الآيات ، يوسوس الشيطان في أنفسنا . هل إنها تحدِّثنا عن بشر أمثالنا أم عن ملائكة خُلقوا من نور قدرة اللـه ؟. أم أنها روائع أدبية ؟. حاشا لله تعالى أن تكون في كلمات اللـه ذرة من المبالغة . أوليست المبالغة كذباً ؟. والكذب من الباطل الذي لا يأتي كتاب اللـه الكريم . ونحن نعرف الحقيقة تماماً حينما نتلو قصص الأنبياء والأئمة وندرك أن تمثيل تلك الصورة المشرقة التي تعكسها الآيات عن حياة عباد اللـه الأبرار أنه حقيقة واقعة ، ونَفهم أننا مدعوُّون لاتِّباعهم فيها ..
وبهذا بالذات تكمن حكمة الولاية حيث أمرنا اللـه أن نبتغي الوسيلة إليه سبحانه عبر ولاية أوليائه . وأن نطلب منه الهدى كما هدى الذين أنعم عليهم ، وأن نركع مع الراكعين . ونكون مع الصادقين ، ونرجو الإلتحاق بركب الصالحين .
إن ولاية أولياء اللـه تجعلنا نتلمس سيرة حياتهم النيِّرة ، وحين نتعرف عن كثب عليهم نتحصن ضد وساوس الشيطان الذي يوحي إلى أوليائه أن تمثيل صفات القرآن هذه مستحيل ، أو أنها إنما ذُكرت تشجيعاً ، أو هي روائع أدبية بليغة .
إن هذا الوسواس أعظم مكائد الشيطان في إغواء البشر عن معارج الكمال الإلهي .. ولا يقضي عليه شيء مثل دراسة حياة الأنبياء والأئمة والصدِّيقين باعتبارهم بشراً أمثالنا أنعم اللـه تعالى عليهم ورفعهم إليه مقاماً محموداً .
ومنذ ثلاث وعشرين عاماً أنعم اللـه عليّ بالتأليف عن حياة الأئمة الهداة ، عبر مناسبات نادرة . لذلك لم أُوفق لإكمال سلسلة قدوة وأسوة .. حول النبي وأهل بيته الكرام صلوات اللـه عليهم أجمعين .
واليوم حيث وفقني اللـه سبحانه لكتابة تدبُّراتي في القرآن ، والتي سميتها ( من هدى القرآن ) أعود إلى هذه السلسلة عسى اللـه تعالى أن يوفقني هذه المرة لإتمامها . ولكن كنت أتساءل : ماذا أسمِّي هذه السلسلة التي بقي منها أربعة أجزاء من أصل أربعة عشــــر جــــــزءاً . وأخيراً وقعت على اسم مناسب وهــــو : ( النبي وأهل بيته قدوة واسوة ) . وحيث إن القرآن هدى للمتقين ، وحياة الأئمة تمثيل للقرآن فقد جاء الاسم مناسباً لذلك ، كما أنه تناغم مع اسم كتابي ( من هدى القرآن ) ولكن ازدادت حيرتي عندما وقفت على شاطئ بحر زخار ماذا اغترف منه وأقدمه للأخوة القرَّاء ، وقد كتبت من المذكرات حول حياة الإمام (ع) ما تكفي لكتابة مجلد كبير . بيد أني حكمت على نفسي بالكتابة المختصرة ، وهنا يكمن سبب حيرتي ماذا أختار من حياته التي لا يتسع قلم مثلي لاستيعابها .
وهكذا أستميحكم عذراً لو وجدتم قصوراً أو تقصيراً واسعَين في الحديث عن حياته الكريمة ، واعتبروا هذه الدفاتر مدخلاً إلى الكتب المفصلة عن حياته .
وأسأل اللـه تعالى أن يوفقني لذلك ، وأن يحفظ عملي من شوائب الرياء والسمعة والأشر والبطر ، ويتقبله ويحصنه من الإحباط بالعُجب والذنب ، إنه ولي التوفيق .