بسم الله الرحمن الرحيم مكية إلا الآيات الثلاث الأخيرة فمدنية وآياتها 128 نزلت بعد الكهف
لما استبطأ المشركون العذاب نزل { أتى أمر الله } أي الساعة وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب { فلا تستعجلوه } تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة { سبحانه } تنزيها له { وتعالى عما يشركون } به غيره
{ ينزل الملائكة } أي جبريل { بالروح } بالوحي { من أمره } بإرادته { على من يشاء من عباده } وهم الأنبياء { أن } مفسرة { أنذروا } خوفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم { أنه لا إله إلا أنا فاتقون } خافون
{ خلق السماوات والأرض بالحق } أي محقا { تعالى عما يشركون } به من الأصنام
{ خلق الإنسان من نطفة } مني إلى أن صيره قويا شديدا { فإذا هو خصيم } شديد الخصومة { مبين } بينها في نفي البعث قائلا { من يحيي العظام وهي رميم }
{ والأنعام } الإبل والبقر والغنم ونصبه بفعل مقدر يفسره { خلقها لكم } من جملة الناس { فيها دفء } ما تستدفئون به من الأكسية والأردية من أشعارها وأصوافها { ومنافع } من النسل والدر والركوب { ومنها تأكلون } قدم الظرف للفاصلة
{ ولكم فيها جمال } زينة { حين تريحون } تردونها إلى مراحها بالعشي { وحين تسرحون } تخرجونها إلى المرعى بالغداة
{ وتحمل أثقالكم } أحمالكم { إلى بلد لم تكونوا بالغيه } واصلين إليه على غير الإبل { إلا بشق الأنفس } بجهدها { إن ربكم لرءوف رحيم } بكم حيث خلقها لكم
{ و } خلق { الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة } مفعول له والتعليل بهما بتعريف النعم لا ينافي خلقها لغير ذلك كالأكل في الخيل الثابت بحديث الصحيحين { ويخلق ما لا تعلمون } من الأشياء العجيبة الغريبة
{ وعلى الله قصد السبيل } أي بيان الطريق المستقيم { ومنها } أي السبيل { جائر } حائد عن الاستقامة { ولو شاء } هدايتكم { لهداكم } إلى قصد السبيل { أجمعين } فتهتدون إليه باختيار منكم
{ هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب } تشربونه { ومنه شجر } ينبت بسببه { فيه تسيمون } ترعون دوابكم
{ ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك } المذكور { لآية } دالة على وحدانيته تعالى { لقوم يتفكرون } في صنعه فيؤمنون
{ وسخر لكم الليل والنهار والشمس } بالنصب عطفا على ما قبله والرفع مبتدأ { والقمر والنجوم } بالوجهين { مسخرات } بالنصب حال والرفع خبر { بأمره } بإرادته { إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } يتدبرون
{ و } سخر لكم { ما ذرأ } خلق { لكم في الأرض } من الحيوان والنبات وغير ذلك { مختلفا ألوانه } كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها { إن في ذلك لآية لقوم يذكرون } يتعظون
{ وهو الذي سخر البحر } ذلله لركوبه والغوص فيه { لتأكلوا منه لحما طريا } هو السمك { وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } هي اللؤلؤ والمرجان { وترى } تبصر { الفلك } السفن { مواخر فيه } تمخر الماء أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة { ولتبتغوا } عطف على لتأكلوا تطلبوا { من فضله } تعالى بالتجارة { ولعلكم تشكرون } الله على ذلك
{ وألقى في الأرض رواسي } جبالا ثوابت ل { أن } لا { تميد } تتحرك { بكم و } جعل فيها { أنهارا } كالنيل { وسبلا } طرقا { لعلكم تهتدون } إلى مقاصدكم
{ وعلامات } تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار { وبالنجم } بمعنى النجوم { هم يهتدون } إلى الطرق والقبلة بالليل
{ أفمن يخلق } وهو الله { كمن لا يخلق } وهو الأصنام حيث تشركونها معه في العبادة لا { أفلا تذكرون } هذا فتؤمنون
{ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } تضبطوها فضلا أن تطيقوا شكرها { إن الله لغفور رحيم } حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم
{ والله يعلم ما تسرون وما تعلنون }
{ والذين تدعون } بالتاء والياء تعبدون { من دون الله } وهم الأصنام { لا يخلقون شيئا وهم يخلقون } يصورون من الحجارة وغيرها
{ أموات } لا روح فيهم خبر ثان { غير أحياء } تأكيد { وما يشعرون } أي الأصنام { أيان } وقت { يبعثون } أي الخلق فكيف يعبدون إذ لا يكون إلها إلا الخالق الحي العالم بالغيب
{ إلهكم } المستحق للعبادة منكم { إله واحد } لا نظير له في ذاته ولا صفاته وهو الله تعالى { فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة } جاحدة للوحدانية { وهم مستكبرون } متكبرون عن الإيمان بها
{ لا جرم } حقا { أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون } فيجازيهم بذلك { إنه لا يحب المستكبرين } بمعنى أنه يعاقبهم
ونزل في النضر بن الحارث { وإذا قيل لهم ما } استفهامية { ذا } موصولة { أنزل ربكم } على محمد { قالوا } هو { أساطير } أكاذيب { الأولين } إضلالا للناس
{ ليحملوا } في عاقبة الأمر { أوزارهم } ذنوبهم { كاملة } لم يكفر منها شيء { يوم القيامة ومن } بعض { أوزار الذين يضلونهم بغير علم } لأنهم دعوهم إلى الضلال فاتبعوهم فاشتركوا في الإثم { ألا ساء } بئس { ما يزرون } يحملونه حملهم هذا
{ قد مكر الذين من قبلهم } وهو نمرود بنى صرحا طويلا ليصعد منه إلى السماء ليقاتل أهلها { فأتى الله } قصد { بنيانهم من القواعد } الأساس فأرسل عليه الريح والزلزلة فهدمته { فخر عليهم السقف من فوقهم } أي هم تحته { وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } من جهة لا تخطر ببالهم وقيل هذا تمثيل لإفساد ما أبرموه من المكر بالرسل
{ ثم يوم القيامة يخزيهم } يذلهم { ويقول } الله لهم على لسان الملائكة توبيخا { أين شركائي } بزعمكم { الذين كنتم تشاقون } تخالفون المؤمنين { فيهم } في شأنهم { قال } أي يقول { الذين أوتوا العلم } من الأنبياء والمؤمنين { إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين } يقولونه شماتة بهم
{ الذين تتوفاهم } بالتاء والياء { الملائكة ظالمي أنفسهم } بالكفر { فألقوا السلم } انقادوا واستسلموا عند الموت قائلين { ما كنا نعمل من سوء } شرك فتقول الملائكة { بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون } فيجازيكم به
ويقال لهم { فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى } مأوى { المتكبرين }
{ وقيل للذين اتقوا } الشرك { ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا } بالإيمان { في هذه الدنيا حسنة } حياة طيبة { ولدار الآخرة } أي الجنة { خير } من الدنيا وما فيها قال تعالى فيها { ولنعم الدار المتقين } هي
{ جنات عدن } إقامة مبتدأ خبره { يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك } الجزاء { يجزي الله المتقين }
{ الذين } نعت { تتوفاهم الملائكة طيبين } طاهرين من الكفر { يقولون } لهم عند الموت { سلام عليكم } ويقال لهم في الآخرة { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون }
{ هل } ما { ينظرون } ينتظر الكفار { إلا ان تأتيهم } بالتاء والياء { الملائكة } لقبض أرواحهم { أو يأتي أمر ربك } العذاب أو القيامة المشتملة عليه { كذلك } كما فعل هؤلاء { فعل الذين من قبلهم } من الأمم كذبوا رسلهم فأهلكوا { وما ظلمهم الله } بإهلاكهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بالكفر
{ فأصابهم سيئات ما عملوا } أي جزاؤها { وحاق } نزل { بهم ما كانوا به يستهزءون } أي العذاب
{ وقال الذين أشركوا } من أهل مكة { لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء } من البحائر السوائب فاشركنا وتحريمنا بمشيئته فهو راض به قال تعالى { كذلك فعل الذين من قبلهم } أي كذبوا رسلهم فيما جاءوا به { فهل } فما { على الرسل إلا البلاغ المبين } إلا البلاغ البين وليس عليهم الهداية
{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا } كما بعثناك في هؤلاء { أن } أي بأن { اعبدوا الله } وحدوه { واجتنبوا الطاغوت } الأوثان التي تعبدوها { فمنهم من هدى الله } فآمن { ومنهم من حقت } وجبت { عليه الضلالة } في علم الله فلم يؤمن { فسيروا } يا كفار مكة { في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } رسلهم من الهلاك
{ إن تحرص } يا محمد { على هداهم } وقد أضلهم الله لا تقدر على ذلك { فإن الله لا يهدي } بالببناء للمفعول وللفاعل { من يضل } من يريد إضلاله { وما لهم من ناصرين } مانعين من عذاب الله
{ وأقسموا بالله جهد أيمانهم } أي غاية اجتهادهم فيها { لا يبعث الله من يموت } قال تعالى { بلى } يبعثهم { وعدا عليه حقا } مصدران مؤكدان منصوبان بفعلهما المقدر أي وعد ذلك وحقه حقا { ولكن أكثر الناس } أي أهل مكة { لا يعلمون } ذلك
{ ليبين } متعلق بيبعثهم المقدر { لهم الذي يختلفون } مع المؤمنين { فيه } من أمر الدين بتعذيبهم وإثابة المؤمنين { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } في إنكار البعث
{ إنما قولنا لشيء إذا أردناه } أي أردنا إيجاده وقولنا مبتدأ خبره { أن نقول له كن فيكون } أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على نقول والآية لتقرير القدرة على البعث
{ والذين هاجروا في الله } لإقامة دينه { من بعد ما ظلموا } بالأذى من أهل مكة وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه { لنبوئنهم } ننزلهم { في الدنيا } دارا { حسنة } هي المدينة { ولأجر الآخرة } أي الجنة { أكبر } أعظم { لو كانوا يعلمون } أي الكفار أو المتخلفون عن الهجرة ما للمهاجرين من الكرامة لوافقوهم
هم { الذين صبروا } على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين { وعلى ربهم يتوكلون } فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
{ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم } لا ملائكة { فاسألوا أهل الذكر } العلماء بالتوراة والإنجيل { إن كنتم لا تعلمون } ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم
{ بالبينات } متعلق بمحذوف أي أرسلناهم بالحجج الواضحة { والزبر } الكتب { وأنزلنا إليك الذكر } القرآن { لتبين للناس ما نزل إليهم } فيه من الحلال والحرام { ولعلهم يتفكرون } في ذلك فيعتبرون
{ أفأمن الذين مكروا } المكرات { السيئات } بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الأنفال { أن يخسف بهم الأرض } كقارون { أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون } أي من جهة لا تخطر ببالهم وقد أهلكوا ببدر ولم يكونوا يقدرون ذلك
{ أو يأخذهم في تقلبهم } في أسفارهم للتجارة { فما هم بمعجزين } بفائتي العذاب
{ أو يأخذهم على تخوف } تنقص شيئا فشيئا حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول { فإن ربكم لرءوف رحيم } حيث لم يعاجلهم بالعقوبة
{ أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء } له ظل كشجرة وجبل { يتفيؤا } تتميل { ظلاله عن اليمين والشمائل } جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره { سجدا لله } حال أي خاضعين لله بما يراد منهم { وهم } أي الظلال { داخرون } صاغرون نزلوا منزلة العقلاء
{ ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة } أي نسمة تدب عليها أي تخضع له بما يراد منها وغلب في الإتيان بما لا يعقل لكثرته { والملائكة } خصهم بالذكر تفضيلا { وهم لا يستكبرون } يتكبرون عن عبادته
{ يخافون } أي الملائكة حال من ضمير يستكبرون { ربهم من فوقهم } حال من هم أي عاليا عليهم بالقهر { ويفعلون ما يؤمرون } به
{ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين } تأكيد { إنما هو إله واحد } أتى به لإثبات الإلهية والوحدانية { فإياي فارهبون } خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة
{ وله ما في السماوات والأرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وله الدين } الطاعة { واصبا } دائما حال من الدين والعامل فيه معنى الظرف { أفغير الله تتقون } وهو الإله الحق ولا إله غيره والاستفهام للإنكار والتوبيخ
{ وما بكم من نعمة فمن الله } لا يأتي بها غيره وما شرطية أو موصولة { ثم إذا مسكم } أصابكم { الضر } الفقر { فإليه تجأرون } ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والدعاء ولا تدعون غيره
{ ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون }
{ ليكفروا بما آتيناهم } من النعمة { فتمتعوا } باجتماعكم على عبادة الأصنام أمر تهديد { فسوف تعلمون } عاقبة ذلك
{ ويجعلون } أي المشركون { لما لا يعلمون } أنها تضر ولا تنفع وهي الأصنام { نصيبا مما رزقناهم } من الحرث والأنعام بقولهم هذا لله وهذا لشركائنا { تالله لتسألن } سؤال توبيخ وفيه التفات عن الغيبة { عما كنتم تفترون } على الله من أنه أمركم بذلك
{ ويجعلون لله البنات } بقولهم الملائكة بنات الله { سبحانه } تنزيها له عما زعموا { ولهم ما يشتهون } ه أي البنون والجملة في محل رفع أو نصب بيجعل المعنى يجعلون له البنات التي يكرهونها وهو منزه عن الولد ويجعلون لهم الأبناء الذين يختارونهم فيختصون بالأسنى كقوله { فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون }
{ وإذا بشر أحدهم بالأنثى } تولد له { ظل } صار { وجهه مسودا } متغيرا تغير مغنم { وهو كظيم } ممتلئ غما فكيف تنسب البنات إليه تعالى
{ يتوارى } يختفي { من القوم } أي قومه { من سوء ما بشر به } خوفا من التعيير مترددا فيما يفعل به { أيمسكه } يتركه بلا قتل { على هون } هوان وذل { أم يدسه في التراب } بأن يئده { ألا ساء } بئس { ما يحكمون } حكمهم هذا حيث نسبوا لخالقهم البنات اللاتي هن عندهم بهذا المحل
{ للذين لا يؤمنون بالآخرة } أي الكفار { مثل السوء } أي الصفة السوأى بمعنى القبيحة وهي وأدهم البنات مع احتياجهم إليهن للنكاح { ولله المثل الأعلى } الصفة العليا وهو أنه لا إله إلا هو { وهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في خلقه
{ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم } بالمعاصي { ما ترك عليها } أي الأرض { من دابة } نسمة تدب عليها { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون } عنه { ساعة ولا يستقدمون } عليه
{ ويجعلون لله ما يكرهون } لأنفسهم من البنات والشريك في الرياسة وإهانة الرسل { وتصف } تقول { ألسنتهم } مع ذلك { الكذب } وهو { إن لهم الحسنى } عند الله أي الجنة لقوله { ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } قال تعالى { لا جرم } حقا { أن لهم النار وأنهم مفرطون } متروكون فيها أو مقدمون إليها وفي قراءة بكسر الراء أي متجاوزون الحد
{ تالله لقد أرسلنا إلى أمم قبلك } رسلا { فزين لهم الشيطان أعمالهم } السيئة فرأوها حسنة فكذبوا الرسل { فهو وليهم } متولي أمورهم { اليوم } أي في الدنيا { ولهم عذاب أليم } مؤلم في الآخرة وقيل المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال الآتية أي لا ولي لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف ينصرهم
{ وما أنزلنا عليك } يا محمد { الكتاب } القرآن { إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه } من أمر الدين { وهدى } عطف على لتبين { ورحمة لقوم يوقنون } به
{ والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض } بالنبات { بعد موتها } يبسها { إن في ذلك } المذكور { لآية } دالة على البعث { لقوم يسمعون } سماع تدبر
{ وإن لكم في الأنعام لعبرة } إعتبار { نسقيكم } بيان للعبرة { مما في بطونه } أي الأنعام { من } للابتداء متعلقة بنسقيكم { بين فرث } ثفل الكرش { ودم لبنا خالصا } لا يشوبه شيء من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما { سائغا للشاربين } سهل المرور في حلقهم لا يغص به
{ ومن ثمرات النخيل والأعناب } ثمر { تتخذون منه سكرا } خمرا يسكر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها { ورزقا حسنا } كالتمر والزبيب والخل والدبس { إن في ذلك } المذكور { لآية } دالة على قدرته تعالى { لقوم يعقلون } يتدبرون
{ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون }
{ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون }
{ والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا إن الله عليم قدير }
{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون }